نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا رجل أنعم الله علي بكثير من النعم الظاهرة والباطنة... غير أنني كثير الدعاء على أبنائي، شديد الانفعال عليهم... وكم تمنيت أن أصبح الأب الكريم الذي يحترم أبناءه ويوقره أبناؤه، غير أنني فشلت بسبب حرارة طبعي وعدم قدرتي على السيطرة على أعصابي لأتفه الأسباب... كيف أحسن من أخلاقي وتعاملي مع أبنائي والآخرين؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن حسن الخلق مما يحرص عليه النبلاء ومن ارتقت هممهم وأرادوا التشبه بأصفياء الله من خلقه وهم الأنبياء.. يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: «أدبني ربي فأحسن تأديبي» وحسن الخلق تنال به الريادة في كل أمر من أمور الخير.. والواجب على المسلم هو لجم النفس وكبح جماحها.. وكل ذلك ممكن بالممارسة والتدرب لمن لم يهبه الله نعمة السيطرة على النفس بشكل جبلي، فالحلم بالتحلم والصبر بالتصبر.
وينبغي لكل من يجد من نفسه سرعة في ردود الأفعال أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند كل عارض، كما أن الوضوء يطفئ نار الغضب.
وعلى المسلم أن يستحضر حسن الظن بالآخرين وأنهم إنما يتصرفون بعفوية دون إرادة لإيقاع الأذى بأي كان، فإن وقع منهم زلل وجب التعامل معه بروح العقل لا روح الانتقام والتشفي.
ويتوجب ذلك مع الأولاد فهم أشد حاجة لرحمة الآباء لما قد يلحقهم من الضرر العميق بسبب دعوة تنطلق من أحد الوالدين في حال فورة غضبية قد يندم الوالد عليها أشد الندم.
بعض النصائح أدونها لك لعل الله ينفع بها:
- أكثر من الدعاء بأن يذهب الله عنك هذه العادة الضارة، ووطن نفسك على التشبه بالصالحين واقرأ سير من ملكوا زمام أنفسهم وسيطروا على انفعالاتهم في أشد الظروف قسوة.
- مرن نفسك على امتصاص الصدمة الأولى لما يثير الغضب، فإن ذلك مما يعين على التصرف بحكمة عند معالجة القضية.
- غير موقعك عند الشعور بحرقة الغضب، واحرص على الكف عن الكلام، فإن الكلام أثناء الغضب ضره أكثر من نفعه.
- كن بشوشا مع أبنائك وتذكر أن البشر في وجوه الآخرين من الأعمال التي يؤجر المسلم عليها، الناس يحبون من يصفع عنهم ويتغاضى عن زلاتهم، وكثيرا ما دفعهم ذلك للتصرف بطريقة إيجابية مستقبلا.
- الحلم والأناة من السلوكيات التي يحرص عليها أصحاب الهمم الرفيعة وقد قال صلى الله عيه وسلم لأشج عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله». فال: وما هما؟ فال: «الحلم والأناة» الحديث.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.